القائمة الرئيسية

الصفحات

السؤال 

لا أستطيع التغلب على شهوتي، حاولت كثيرا أن أتقرب إلى الله وأنسى الذنوب لكن أعود وأنتكس، هل تظن أن الله لا يحبني ولا يريدني أن أرجع إليه؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد 

١. لا تقل لا أستطيع، قل حاولت وفشلت لكن لو كان هذا الأمر خارجًا عن استطاعتك لما كلفك الله به أصلا "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، حقيقة الأمر أنك تساهلت ف البداية حتى تمكن الذنب منك وتريد الآن قمعه فوجدته صعبًا عليك ومتمنعًا لكنه ليس مستحيل، وطالما أن الله عز وجل كلفك بتركه فهو يعلم تماما أنك قادر على تركه والابتعاد عنه.


٢. المحاولة والفشل شيء طبيعي جدا، قال النبي ﷺ: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"  فالوقوع في الذنب ليس هو الخطأ الأكبر بل الخطأ أن ترضى بالذنب ولا تتوب منه، والله عز وجل يقول:"إنه كان للأوابين غفورا" وأواب يعني رجّاع كثير الرجوع، ولا يكون كثير الرجوع إلا من كان كثير الذنوب.


٣. لا تخجل من تكرار التوبة فأنت لم تخجل من تكرار الذنب حتى يقول الله عنك: "علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فقد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء" وكما قال لإبليس "وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ما استغفروني".


٤. ندمك على ذنبك علامة جميلة "من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن" لكن المصيبة أن تألف الذنب وتحبه فحينئذ لن تقاومه أصلا.


٥. أكثر ما يساعدك على ترك الذنوب كثرة العبادات فالضدان لا يجتمعان، ولو أذنبت أي ذنب أتبعه بالعبادات وتب واستغفر (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) (إن الحسنات يذهبن السيئات) والله عز وجل يقول في حديث قدسي ( الحسنة بعشر أمثالها أو أزيد والسيئة بمثلها أو أغفرها).


٦. بالنسبة لموضوع الشهوة فأنسب حل واقعي هو الزواج وإن كنت غير مقتدر لأي سبب فالصوم وعليك بصحبة صالحة تمشي معهم وتتعلم منهم ويشجعونك على العبادات ويخوفونك من المعاصي.


٧. أحسن ظنك بالله ولا تيأس ولا تمل من تكرار التوبة فالله يقول "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء" فلو كان ظنك أن الله لا يحبك ولا يريدك أن ترجع إليه فهو كذلك، وإن كان ظنك أنه (يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) فهو كذلك.


٨. أهم شيء: ابتعد عن المقدمات التي توقعك في الذنب (من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه).


٩. الصبر على ألم الشهوة أيام معدودة فعمرك كله سبعون سنة - على أقصى تقدير - وجزاء ذلك الجنة ونعيمها (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) يعني عذابك ومقاومتك ف الدنيا تعدل أقل من عُشر يوم من أيام الجنة التي وُعدت أن تكون خالدا فيها.


١٠. تأكد أنه سيأتي عليك يوم وتستطيع الصمود والامتناع التام لكن عليك بالصبر والمقاومة والمجاهدة وقد وعدك الله بالهداية إن فعلت ذلك، قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".


١١. اقرأ كتاب الداء والدواء لابن القيم لأن له مفعول السحر في الإعانة على ترك الذنوب.


١٢. اجعل لك وردا يوميا من العبادات كلها حتى ولو دقائق تداوم عليها.


١٣. عليك بالدعاء المتواصل والمُلِحِّ فـ"إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين".


١٤. وأخيرا لو بعد هذا كله وقعت ف الذنب ابدأ من جديد ولا تمل ولا تكل حتى ييأس الشيطان من محاولات إضلالك ويتركك بقلب (أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض) وما دمت ترجع لربك سيقبلك (إن الله لا يمل حتى تملوا) فلا تمل أبدا.

والله أعلم



تعليقات