السؤال
بعد وفاة والدتي تحطمت نفسيتي ولم أعد أصلي وبالكاد آكل وأنام ولا أخرج مع أصحابي ولا أمرح كما كنت ولا أستطيع الرجوع لحياتي الطبيعية
الجواب
نسأل الله الكريم أن يرحم والدتك وأن يغفر لها ويثبتها ويكرم نزلها ويوسع مدخلها ويسكنها الجنة ويأجركم في مصيبتكم ويخلف عليكم ويجمعكم بها في جنة الفردوس ويلهمكم الصبر والسلوان.
أخي العزيز، الموت أصدق حقيقة في حياة البشر وقد سماها القرآن مصيبة لكن هذه المصيبة لا تذر أحدا خلفها، فهي نهاية السعي وبداية الجزاء وقد مات قبلنا الأنبياء والصالحون والأحباء كثيرون ونحن بهم لاحقون بعد مدة تطول أو تقصر، هذه سنة من سنن الحياة.
والموت اختبار لإيمان العبد وخصوصا موت المقربين مثل الأم فمن كان مؤمنا بالله فيصبر ويسترجع ويعتبر بالموت ويكثر من الدعاء للمتوفى ويتصدق عنه بصدقة جارية تزيد من أجره ويكمل الحياة من بعده كما كانت من قبله، فالمتوفى كان مجرد رفيق درب تقاطعت طرقكما في الدنيا ثم أذن الله أن يكون رحيله قبل رحيلك لكن لقاءكما مجددا قريب وقت الجزاء فلا تطل الحزن فما هي إلا سنوات قلائل حتى تلتقيا في دار الخلود التي لا موت فيها.
ثم أنت تقول إنك تركت الصلاة، هذا منكر ما بعده منكر، إن كنت تظن أن هذا نوع من مجازاة الله فهذا كفر فإن الله لا يُكافَأ بأعماله مثلا بمثل، وإن كنت تكاسلت عن الصلاة فهذا خطر عظيم وعلامة نفاق والنبي صلى الله عليه وسلم قال:"من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله" وهذا خسران كبير حين يبرأ الرب من عبده عياذا بالله.
لا بأس يا صديقي بالحزن والبكاء على الفراق لكن لا داعي لتدمير حياتك والدخول في (مود) الاكتئاب فهذا لن يرجع لك الميت ولن يذهبك إليه، فأحسن إلى أمك بعد موتها وواصل حياتك واسأل نفسك ما الذي كانت تحب أمك أن تراك عليه.
تعليقات
إرسال تعليق