السؤال
تشاجرت مع زوجتي شجارا عاديا مثل أي زوجين لكن في وسط الشجار حذفتني بحذاء فأصاب وجهي فتملكت أعصابي لأني ربما قتلتها لو سمحت لنفسي من الغضب الذي تملكني حينها، لكني أشعر أني ضعيف ومهان، ماذا أفعل؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فتمالكك لأعصابك سمة طيبة نحمدها فيك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب" وقد أوصى أعرابيا مرارا فقال له: "لا تغضب" لأن الغضب كالكلب إن أفلت منك أتلف.
أما بالنسبة لنشوز زوجتك فيجب أن نبدأ بالترتيب الذي ذكره الله في عقوبة المرأة الناشز "فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن" والذي أراه أن ما حدث من زوجتك قد تخطى مرحلة الوعظ ومرحلة الهجر لكن هناك وسائل كثيرة للعقوبة قبل الضرب وأفضل هذه الوسائل كما قال أهل الخبرة: الحرمان، فيمكنك أن تمنع عن زوجتك الأشياء التي تحبها ولا تعطيها إلا الضرورات ولا تسمح لها بالذهاب إلى بيت أهلها وتمنع عنها الهدايا وتسحب منها الهاتف وما أشبه ذلك وإن رأيت منها إعراضا فلتلجأ إلى مرحلة الضرب لكن للضرب شرط وهو ألا يكون مبرحا فلا يكسر عظما ولا يخضر جلدا ولكن يُشعر بمعنى العقوبة بلا أذى ولا عاهة مثل الصفع وشد الشعر وضرب الجريد ولا تشدد.
ثانيا: من الأمور التي تساعد في حل هذه المشكلات هي الشكوان إلى الأهل فيمكنك أن تشكوها لأبيها أو أخيها وغالبا ما سيكون لهم موقف إيجابي مناصر لك.
ثالثا: يمكنك تكرار العقوبات المتنوعة بلا اعتداء حتى تخضع الزوجة وتُعرض عن النشوز (فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا).
رابعا: عليك بالدعاء المستمر أن يهدي الله لك زوجتك وأن يصلح ذات بينكما ويبعد عنكما الشيطان.
خامسا والأهم: احذر توبيخ زوجتك أمام أبنائك فهذا يضرهم ويؤذيهم نفسيا وعليك وزوجتك تقع التبعات واحذر أن يخرج سر بيتك إلى الشارع فأنت لا يحق لأحد أن يراجعك في ضرب زوجتك بنص كلام النبي "لا يُسأل الرجل فيما ضرب امرأته" لكن ما بينك وبين زوجتك لا يخرج إلى الغرباء مهما كان السبب.
سادسا: إن تكرر الأمر من زوجتك ورأيت منها نشوزا فلا تؤخر العقوبة فهذا يظهرك ضعيفا.
سابعا: نخشى أن تكون أنت زوجا غير صالح وهذا يضطر زوجتك إلى النشوز فيجب عليك الإصلاح من نفسك والإحسان إلى زوجتك فهي من عيالك ورعاياك وأنت مسئول عنها أمام الله.
ثامنا: إن لم تنفع السبل السابقة في ردع الزوجة - وهذا بعيد - فإن استطعت أن تطلقها أو تتزوج بثانية فافعل نسأل الله لكم السلامة والسكينة.
والله أعلم
تعليقات
إرسال تعليق